مساحة إعلانية

dimanche 7 juillet 2013

المغرب يحتفي بأيتامه في يوم اليتيم






واليتيم هنا، يتيم الأب فقط. يحتفى به في حضور أمه الأرملة. عزيزة، امرأة مغربية شابة، ترملت في العام 2009، كان ابنها يبلغ حينها عشر سنوات وابنتها لا تتجاوز السابعة. كان الأب يملك دكاناً صغيراً يقتاتون منه، وبيتاً صغيراً مع العائلة. أما عزيزة فكانت سعيدة بدورها كأم متفرغة وربة بيت. ظهر بسرعة تفوق طفليها بالمدرسة، فقد كانا شغلها الشاغل، تدرس لهما وترعاهما وتحكي لهما حكاية قبل النوم.
يوم اليتيم
تغيرت الحياة بموت زوجها، وأصبحت عزيزة تعمل طول اليوم لتعيل طفليها، وبالليل تكون منهكة فلا تقوى على مساعدتهما في الدراسة ولا على الحكاية. ولكن، ارتاحت حين تكفلت الجمعية المغربية لكفالة اليتيم بما عجزت هي عنه، وخصوصاً مثابرة يومية على تقديم الدعم اللازم لطفليها في الدراسة، بعد انتهاء اليوم المدرسي.
تتم الاستعدادات للاحتفال بيوم اليتيم، يوم السابع من هذا الشهر، وهو تقليد تعودت عليه الجمعية المغربية لكفالة اليتيم بمدينة مراكش، منذ تأسيسها في العام 1998.
كمال يقيش، الكاتب العام للجمعية المغربية لكفالة اليتيم، يصرح أن لديهم 775 أسرة مكفولة داخل مراكش بشكل منتظم، و500 أسرة إضافية تستفيد من العمليات الموسمية.


"ولأننا ندعم اليتامى في الدراسة، فإننا نختار مع نهاية كل موسم دراسي، وفي إطار الاحتفال بـ "يوم اليتيم"، حوالي 180 تلميذاً من المتفوقين دراسياً، نحتفي بهم في يوم اليتيم بتنظيم مجموعة من الورشات ذات طابع ترفيهي، تثقيفي وعلمي، ننظمه في مؤسسة كبيرة من المؤسسات الكبرى المعروفة في مراكش مثل ملعب كرة قدم، أو مدرسة خاصة بها كل المرافق او معهد من المعاهد".

تشمل الورشات مثلاً الاسعافات الاولية، البرمجة اللغوية، المعامل التربوية، التوعية الصحية، البيئة، وحفل للألعاب. وتستغرق اليوم كله، الذي يبدأ بفطور الصباح، وينتهي بحفل ختامي، تقدم فيه عروض مسرحية وأغاني ولوحات فنية قبل أن تُوزع جوائز على الأطفال.

تكريم الجامعيين
تستضيف الجمعية في هذا اليوم، طلبة من الجامعة، متخرجين وحاصلين عل ماستر أو دكتوراه، تيتموا في وقت مبكر، ليكونوا قدوة ونموذجاً للأطفال اليتامى الذين ينبهرون بهم ويلتصقون بهم. وهو شكل من أشكال تحفيز الصغار على الدراسة، والرفع من معنوياتهم والتخفيف من معاناتهم النفسية التي قد تنتهي بالبعض منهم إلى التشرد والضياع.


تقول عزيزة، إنها وطفليها يستمتعون جداً بأنشطة الجمعية على غرار "يوم اليتيم". "نشعر أننا لسنا وحدنا، ولسنا مثار شفقة. يلتقي طفلاي بأقرانهم ويستمتعون ببعض ويشعرون بأن حياتهم متشابهة. وأنا، التقي بالأرامل ونتبادل الحديث عن ظروفنا وحياتنا ووضعنا. نعود من هناك ونحن بمزاج صحي جيد وأمل في غد افضل".

بين الأمس واليوم
"يتذكر طفلاي أباهما بشكل يدهشني. حين أسمعهما يتحدثان بينهما على بعض التفاصيل، أشعر أن الماضي لن يتركنا أبداً أشفق عليهما وأعرف أني لن استطيع ابداً أن أعوضهما عن غياب الأب".


تستفيد عزيزة من المعونات التي تصلها كل شهر من الجمعية: دقيق وزيت وسكر وأرز وزبدة وقطاني وشامبو ايضاً. وسعيدة أكثر لكون الجمعية تقدم الدعم عبر دروس تقوية في المدرسة.

هناك جمعيات أخرى بالمغرب تهتم باليتيم في مختلف انحاء البلاد بل ومنها ما يهتم من خارج المغرب أيضاً، كما من هولندا مثلاً. ولكل شكلها في الدعم والرعاية.
الجمعية المغربية لكفالة اليتيم، تأسست بمبادرة من جمعية الخدمات الصحية، التي تهتم بالجانب الصحي لبعض الحالات المستعصية، وفكرت في مصير عائلات الرجال الذين يختطفهم الموت. وتعتمد الجمعية على صداقات المحسنين والكفلاء. يتكفل كل واحد بما يستطيع من اليتامى، بين يتيم واحد للخمسين مرة واحدة. ويتابعون أنشطة الجمعية عن كثب والمن يكفلون من اليتامى. وبفضلهم، تستطيع الجمعية التي تكفل اليتامى داخل الأسرة، أن تضمن لأسر اليتيم تمويناً شهرياً، تغطية صحية، دعماً مدرسياً، وترميماً أو إصلاحاً للبيت الذي يسكنه اليتيم. وفي المناسبات، تقدم مثلا "سلة العيد"، كسوة، أضحية، وتساهم في تغطية تكاليف زواج اليتيمة.

0 commentaires:

إضغط هنا لإضافة تعليق

Enregistrer un commentaire

Blogger Widgets

أخبار جديدة